الرئيسية » مقالات » مقالاتي

الحفظ (( أهميته . عجائبة .. أسبابه

الحفظ (( أهميته . عجائبة .. أسبابه ))

بسم الله الرحمن الرحيم

رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات

والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

أهميــة الحفــظ

حفظ العلم في الصدر، من الأهمية بمكان،

 وبدونه لا يمكن لطالب العلم مواصلة الدرب،

فقدر الطالب في العلم قدر حفظه من نصوص الكتاب والسنة والمتون العلمية

واستحضار أقوال الأئمة فكلما زاد حفظه ارتفع قدره.

فقد قيل: من حفظ المتون حاز الفنون. وقيل: من حفظ الأصول ضمن الوصول.

والحفظ: أن يستظهر الكلام عن ظهر قلب،

 فيضبطه في صدره ويثبته، بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء.

يقال: حفظ القرآن، آي: وعاه عن ظهر قلب

قال عبد الرحمن بن مهدي: الحفظ الإتقان.

ولأهمية الحفظ، وعلو شأنه، أوصى به العلماء طلابهم،

 وأرشدوهم إليه، مبينين لهم أنه أنفع من مجرد جمع العلم في الدفاتر.

قال ابن عبد البر: ومما ينسب إلى منصور الفقيه من قوله:

علمي معي حيث ما يممت أحمله

بطني وعاء له لا بطن صندوق

ومما يبرز أهمية الحفظ، ويظهر كبير شأنه،

 ما قد يحصل للكتب من أمور تتلفها، فيفقد ما فيها من العلم،

إذا لم يكن محفوظًا في الصدر.

قال بعضهم

عليك بالحفظ دون الجمع في كتب

فإن للكتب آفات تفرقها

الماء يغرقها، والنار تحرقها

والفأر يخرقها، واللص يسرقها

وقد حدث هذا لبعض أهل العلم، تلفت كتبهم لسبب ما،

 أو ابتعدوا عنها، فرجعوا إلى المحفوظ في الصدر، ومن هؤلاء:

1- أبو عمرو بن العلا (ت154) كانت كبته ملء بيت فاحترق،

 فكان جميع ما يؤخذ منه إلى آخر عمره من حفظه.

2- ابن أبي عاصم (ت287) قيل: ذهبت كتبه بالبصرة،

 في فتنة الزنج، فأعاد من حفظه خمسين ألف حديث.

عجائب الحفظ

عجائب الحفظ كثيرة ومتنوعة، بعضها أعجب من بعض،

 لا تكاد ترى عجيبة من عجائبه إلا وتسمع بأعجب منها،

والعجائب في الحفظ متنوعة، فمنها:

عجائب في سرعة الحفظ، وعجائب في قوته، وعجائب في كثرة المحفوظ

عجائب في سرعة الحفظ.

لقد سجل التاريخ الإسلامي أمثلة عجيبة لأعلام الأمة الإسلامية في سرعة الحفظ،

وقد تنوعت مواهبهم في ذلك، فمنهم من يحفظ من أول مرة،

 فليس بحاجة إلى إعادة وتكرار، ومن أمثلة هؤلاء:

1- عامر بن شراحيل الشعبي (ت104):

قال الشعبي:

ما وضعت سوداء في بيضاء قط، ولا حدثني أحد بحديث فاحتجت إلي أن يعيده علي

2- قتادة بن دعامة السدوسي (ت118):

قال قتادة: ما قلت لمحدث – قط -: اعد علي، وما سمعت أذناي – قط – شيئًا إلا وعاه قلبي

ومنهم من يحفظ قدرًا كثيرًا في وقت قليل، كمن حفظ القرآن الكريم في وقت قصير، فمن هؤلاء:

1- أبو وائل شقيق بن سلمة (ت82) تعلم القرآن في شهرين

2- محمد بن مسلم الزهري (ت125) حفظ القرآن في ثمانين ليلة

عجائب في قوة الحفظ:

إن في الأمة الإسلامية رجالاً ضربوا أمثلة عجيبة في قوة الحفظ،

 تجد في هذه العجالة نبأ بعضهم:

أبو زُرْعة الرازي (ت264)

قال أبو زرعة: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة ولم أطالعه منذ كتبته،

 وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو ( ).

وقال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)،

وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث

- أحمد بن حنبل (ت241)

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع من المصنف،

 فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد،

وإن شئت بالإسناد حتى أخبرك أنا بالكلام

أمثلة من المعاصرين:

1- الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

 طلب أن يحضر له كتاب الإيمان للشيخ محمد بن عبد الوهاب فأحضر فقال:

 افتح صفحة كذا ـ وحدد رقمها ـ ثم قال: اقرأ سطر

ثم قال: اقرأ الهامش. ثم قال الشيخ: كتاب الإيمان آخر مرة قرأته منذ (40) عامًا، وحدد اسم القارئ

عجائب في كثرة المحفوظ:

من العجائب في الحفظ كثرة المحفوظ، فمن الحفاظ من يحفظ قدرا كبيرًا،

ولهم طرائق متنوعة في بيان قدر المحفوظ،

منهم: من يقدر حفظه بالآلاف أو مئات الآلاف من الأحاديث النبوية، ومن هؤلاء:

1- عبدان (ت136)

قال علي النيسابوري: فأما عبدان فكان يحفظ مائة ألف حديث

2- إسماعيل بن عياش (ت182)

قال داود بن عمرو الضبي: كان إسماعيل – يعني ابن عياش – يحدثنا من حفظه،

ما رأيت معه كتابا قط. فقال له عبد الله بن أحمد: أكان يحفظ عشرة آلاف حديث؟

 فقال: وعشرة آلاف وعشرة آلاف

الفئة: مقالاتي | أضاف: الاستاذ-فوزي-الاسدي (2011-02-07)
مشاهده: 492 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
ارشيف سجلات المدون
فيويو سماحة العميد
Block content
المشاركه معنا