2:40 PM وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجلــد | ||||||||||||||||
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجلــد الدكتور منصور أبوشريعة العبادي
إن من ينظر إلى الجلد نظرة سطحية قد يظن أنه مجرد غلاف من اللحم يغطي ما تحته من أعضاء الجسم مثله كمثل الأغلفة التي يستخدمها البشر اليوم لتغليف مختلف أنواع الأجهزة والمعدات التي يصنعونها. ولو أن أمر تصنيع جسم الإنسان وغيره من أجسام الكائنات الحية قد ترك للصدفة كما يعتقد الجاحدون لكان حال تصميم الجلد على أقصى تقدير كالحال الذي يظنه عليه من ينظر إليه هذه النظرة السطحية. بل إني أعتقد اعتقادا جازما لا شك فيه أنه لو وكل الأمر إلى علماء البشر ليقوموا بتصميم جلد الإنسان شريطة أن لا يكونوا قد اطلعوا مسبقا على تركيبه لكان تصميمهم أقرب للتصميم الذي ذكرناه آنفا. إن جلد الإنسان قد تم تصميمه بحيث يقوم بوظائف متعددة يجهلها أكثر الناس وقد لا تخطر حتى على بال علماء الأحياء الذين تمكنوا بعد دراسات كثيرة من كشف هذه الوظائف والآليات التي تستخدمها مكونات الجلد للقيام بهذه الوظائف. إن
من أهم وظائف الجلد هو استخدامه كحاسة لللمس وهي أكثر الحواس الخمس
تعقيداﹰ وأكثرها أهمية فالجسم يمكن أن يعمل بلا ضرر يذكر في غياب حواس
السمع والبصر والشم والذوق. ولكن في غياب حاسة اللمس فإن الجسم قد يتعرض
إلى ضرر كبير قد يؤدي به إلى الهلاك وذلك بسبب عدم تكيفه مع الجو المحيط
به. ويستخدم الإنسان هذه الحاسة للتعرف على درجة حرارة الجو المحيط بجسمه
لكي يتخذ التدابير اللازمة لحماية جسمه من الحرارة الزائدة أو البرودة
الزائدة وكذلك التعرف على الأشياء التي تلامس أو تضغط على جسمه والتعرف
كذلك على خصائص الأجسام المختلفة كالصلابة والليونة والخشونة والنعومة
والطراوة واليبوسة وخاصة من خلال خلايا الحس الموجودة في أصابع اليد.
وسيوقن القارئ بعد التعرف على تركيب الجلد وعلى الآليات التي يستخدمها
للقيام بوظائفه المختلفة على أكمل وجه أن هذا الجلد لا يمكن أن يصمم إلا من
قبل صانع لا حدود لعلمه وقدرته وهو القائل سبحانه وتعالى "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)" الذاريات. وأما الوظيفة الثانية فهي حفظ أعضاء الجسم غير المثبتة من الاندلاق خارج الجسم كالمعدة والأمعاء ومن تقليل مدى حركة الأعضاء المعلقة كالقلب والرئتين والكبد وغيرها. أما الوظيفة الثالثة فهي العمل بالتعاون مع الدماغ على حفظ درجة حرارة الجسم ككل عند درجة ثابتة وهي 37 درجة مئوية. أما
الوظيفة الرابعة فهي منع تسرب الماء من الجسم والذي يشكل الماء منه أكثر
من سبعين في المائة. أما الوظيفة الخامسة فهي الإحساس بكل ما يلامس الجسم
من المؤثرات الخارجية التي ذكرناها آنفا. وأما الوظيفة السادسة فهي إضفاء
الجمال على شكل الجسم وذلك من خلال إخفاء أعضاء الجسم الداخلية ومن خلال
إنبات الشعر في مناطق محددة من الجسم. أما الوظيفة السابعة فهي التخلص من
بعض فضلات الجسم والأملاح من خلال العرق مما يخفف العبء عن الكلى. أما
الوظيفة الثامنة فهي تصنيع فيتامين- دال الضروري لنمو العظام وذلك من خلال
الاستفادة من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس. أما الوظيفة التاسعة
فهي تخزين الشحوم والماء الزائدة عن حاجة الجسم وذلك لكي يستفيد منها الجسم
في الحالات الطارئة. أما الوظيفة العاشرة فهي تحديد اللون الخارجي للجسم
من خلال أصباغ الميلانين الموجودة فيه.
وهذه
الطبقة القرنية قابلة للتقشر وتتطاير بشكل تدريجي في الهواء أو تزول مع
الماء عند الاغتسال كلما تكونت طبقة جديدة. وتستغرق عملية التقشر ابتداء من
انقسام الخلية في الطبقة القاعدية وانتهاء بتطايرها في الهواء من سطح
الجلد سبعة وعشرين يوما أي أن بشرة جلد الإنسان تتغير بكاملها في كل شهر
مرة تقريبا. وتعتبر أظافر اليدين والقدمين امتدادا للجلد وهي مكونات قرنية
صلبة جدا ومرنة وشفافة يفرزها الجلد. وتقوم الأظافر بمهام مختلفة كالإمساك
ببعض الأشياء الدقيقة أو حك الجلد عند تعرضه للأذى وغير ذلك من المهام
المعروفة. وصبغة الميلانين مكون مهم في البشرة حيث تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتمنع وصولها بشكل كبير إلى الطبقات الداخلية من الجلد حيث أن هذه الأشعة قد تدمر بعض أجزاء الشريط الوراثي الموجود في أنوية الخلايا والذي قد يؤدي إلى ظهور الخلايا السرطانية في الجلد. وعلى الرغم من الضرر الذي قد تحدثه الأشعة فوق البنفسجية للجلد إلا أنها ضرورية لتكوين فيتامين – دال الذي يلزم في عملية بناء العظام. وتتراوح درجات لون جلد الإنسان بين الأبيض الفاتح والأسود الغامق فهناك البني الفاتح والبني الغامق والأسود الفاتح والأبيض الغامق. وتلعب أشعة الشمس دورا مهما إلى جانب العامل الوراثي في تحديد لون البشرة ولذا نجد ارتباطا وثيقا بين لون جلد السكان وطبيعة المنطقة التي يسكنونها فالمناطق الاستوائية أغلب سكانها من السود والمناطق القريبة من القطبين أغلب سكانها من البيض فسبحان القائل في كتابه الكريم "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)" الروم.
أما طبقة الأدمة فيوجد فيها معظم المكونات التي تقوم ببقية وظائف الجلد والتي أهمها الإحساس بالأشياء التي تلامس الجسم وضبط درجة حرارة الجسم والمحافظة على سلامة البشرة وكذلك بقية الوظائف التي ذكرناها آنفا. فالمكون الأول وهو المسؤول عن إنبات الشعر فيتكون من بصيلة الشعر (papilla of hair) ومنها ينبت الشعر ومن ثم جراب أو غمد الشعرة (hair follicle) والذي يمتد من مكان البصيلة إلى سطح البشرة ومن خلاله تصل الشعرة إلى سطح الجلد. ويرتبط بجراب الشعرة العضلة الناصبة للشعر (hair erector muscle) وهي تعمل على شد الجراب عند الحاجة مما يؤدي إلى انتصاب الشعرة من الوضع المائل التي هي عليه في الأصل وذلك عند التعرض للبرد أو الخوف. أما المكون الثاني فهو الغدد الدهنية (sebaceous glands) وهي موجودة في أعلى طبقة الأدمة وتصب الدهن (oil) الذي تفرزه في جراب الشعرة ومنه يتسرب إلى سطح الجلد. أما المكون الثالث فهو الغدد العرقية (sweat glands) وهي موجودة في أسفل الأدمة وأعلى طبقة ما تحت الأدمة وفيها تتكون المادة العرقية والتي تتسرب إلى سطح الجلد من خلال قناة الغدد العرقية. أما المكون الرابع فهي الأوردة والشرايين والتي تتفرع إلى شبكة كثيفة من الشعيرات الدموية تقع تحت البشرة تماما وتقوم بوظيفة مهمة سنشرحها فيما بعد. أما المكون الخامس فهي المستقبلات الحسية والتي تأتي على ستة أشكال تتواجد على أعماق متفاوتة من سطح الجلد وهي حساسة لسبعة أنواع من المؤثرات وهي الحرارة والبرودة والألم واللمس الخفيف والضغط القوي والاهتزازات وحركة الشعر والتي سنشرحها بشيء من التفصيل فيما بعد.
أما
الطبقة الأخيرة فهي ما تحت الأدمة وتتكون من نسيج ضام رخو يتخلله كميات
كبيرة من المواد الدهنية. وتقوم هذه الطبقة بوظائف عديدة أهمها عزل الجسم
فمن المعروف أن الدهون عازل جيد تعمل على عزل أعضاء الجسم الداخلية عن
تقلبات الجو الخارجية. ومن وظائفها تخزين الطاقة فكل ما يزيد عن حاجة الجسم
من الطاقة المأخوذة من الطعام يتم تحويلها إلى دهون يتم تخزينها في هذه
الطبقة. وتعمل هذه الطبقة على امتصاص الصدمات التي تقع على الجسم وتمنع من
دخولها إلى أعضاء الجسم الداخلية. ومن وظائفها أيضا تسهيل حركة وانزلاق
الجلد على ما تحته من عضلات وعظام وخاصة عند المفاصل. ويتم تمديد الشرايين
والأوردة التي تغذي الجلد وكذلك بعض أعضاء الجسم التي تقع تحت الجلد خلال
هذه الطبقة وذلك لسهولة تمديدها فيها وغياب المكونات فيها.
وعلى الرغم من أن الذكر والأنثى قد انحدرا من أصل واحد وهو سيدنا آدم عليه السلام إلا أن جسم الأنثى قد جرد من الشعر إلى حد ما باستثناء فروة الرأس والحواجب وبعض المناطق حول عورتها. أما الذكر فقد أبقى على جسمه بعض الشعر الخفيف وكذلك أنبت شعر شاربه ولحيته ليميزه بذلك عن الأنثى. ويقوم الشعر بوظيفة الحماية من الحر من خلال امتصاصه لحرارة أشعة الشمس والحيلولة دون دخولها إلى الجسم أما الحماية من البرد فيتم من خلال طريقتين أولهما عمل الشعر كطبقة عازلة إذا كان كثيفا وثانيهما من خلال انتصاب الشعر مما يعمل على حبس كمية من الهواء داخل جراب الشعرة فيعمل هذا الهواء المحبوس كطبقة عازلة تحول دون تسرب الحرارة بشكل كبير من الجسم إلى الجو المحيط. والجدير بالذكر أنه ليس كل جراب شعر يحتوي على شعر وهذا ضروري لإخلاء بعض مناطق الجسم من الشعر ولكن تستخدم هذه الأجربة الخالية من الشعر لإفراز الدهن من الغدد الدهنية. وتتراوح كثافة الشعر على الجلد بين 200 و 300 شعرة في السنتيمتر المربع الواحد وتوجد أكثر كثافة له في الرأس حيث يبلغ العدد الكلي للشعر في فروة الرأس مائة ألف شعرة في المتوسط. وكما ذكرنا سابقا فإن لكل شعرة في جلد الإنسان عضلة صغيرة تحركها عند الحاجة وللقارئ أن يتخيل كم يكون حجم هذه العضلة إذا ما قارناها بحجم الشعرة وأشهد أنه لا يستطيع صانع غير الله أن يقوم بهذه المهمة البالغة الدقة. وكما هو معروف فإن الشعر كما هو الحال مع الجلد له عدد كبير من الألوان كالأبيض والأسود والأشقر والأحمر وما بين ذلك من درجات.
أما وظيفة الغدد الدهنية فهي إفراز مادة دهنية تصبها في جراب الشعرة ومنه تتسرب إلى سطح الجلد فتعمل أولا على تليين خلايا البشرة القاسية لكونها ميتة أو شبه ميتة وكذلك تليين الشعر وجعله لامعا. وتعمل المادة الدهنية ثانيا عندما تنتشر على سطح الجلد على منع دخول الماء وبقية السوائل وكذلك الفطريات والبكتيريا إلى داخل الجلد. وعندما
يقل إفراز المادة الدهنية فإن الجلد يصبح جافا وخشنا ولذلك يلجأ الناس
لاستخدام مختلف أنواع الزيوت لتليين جلودهم وشعورهم. وتتفاوت مناطق الجلد
في عدد الغدد الدهنية الموجودة فيها فهي أكثر ما تكون في الوجه والرقبة
وشعر الرأس وقناة الأذن وحول الأعضاء التناسلية وشبه معدومة في راحة اليد
وأخمص القدم. وفي توزيع الغدد بهذا الشكل حكمة بالغة تدل على أن الذي وزعها
عليم خبير سبحانه وتعالى فالوجه هو أكثر ما يراه الناس من الإنسان ولذلك
أراد الله عز وجل أن يكون جلده أنعم من بقية الأجزاء. أما باطن اليد والقدم
فقد أخلاها الله عز وجل من الغدد الدهنية ليتمكن الإنسان من إمساك الأشياء
باليد دون أن تنزلق ويمشي على السطوح الناعمة برجليه دون أن يتزحلق
فسبحانه من عليم خبير. ويتكون هذا الدهن من خليط من الجلايسيريد والأحماض
الدهنية المتحررة والشمع والسكوالين والكوليسترول وإستر الكوليسترول
ويتراوح عدد الغدد الدهنية في السنتيمتر المربع الواحد بين 200-900 غدة.
والعرق الذي يفرزه هذا النوع من الغدد يحتوي إلى جانب الملح أنواع معينة من البروتينات والكربوهيدرات وهو عديم الرائحة عند خروجه من الجلد إلا أنه بعد تكاثر البكتيريا فيه يعطي رائحة غير مرغوب فيها وتختلف من شخص إلى شخص. إن وظيفة هذا النوع من العرق ليست معروفة على وجه التحديد ومن المرجح أنه يلعب دورا في الإثارة الجنسية بين الأزواج والله أعلم. وتبلغ كثافة الغدد العرقية 100 غدة في السنتيمتر المربع الواحد أي يوجد في جلد الإنسان ما يقرب من مليوني غدة في المتوسط. أما كمية العرق الذي تفرزه هذه الغدد فيتفاوت كثيرا بين الأشخاص ويبلغ متوسط ما يفرزه الجلد من عرق لترا واحدا في اليوم وقد يصل إلى أضعاف ذلك عند بعض الأشخاص. إن للعرق وظائف عدة أهمها تبريد جسم الإنسان فعند ارتفاع درجة حرارة الجسم ترسل المستقبلات الحسية الحرارية الموجودة في الجلد إشارات للدماغ الذي يقوم بإرسال أوامر بفتح مسامات الجلد ليخرج العرق فيعمل عند تبخره من سطح الجلد على امتصاص كمية من حرارة الجسم فيبرد. ومن
وظائفه حماية سطح الجلد من الجفاف والعمل بالتعاون مع الكلى على تنظيم
كمية الماء والأملاح في الجسم وكذلك إخراج الأملاح الزائدة وبعض المواد
السامة من الجسم ويعمل كذلك على قتل بعض أنواع البكتيريا باستخدام أنزيمات
موجودة في العرق. ويتم
التحكم بدرجة حرارة الجسم من خلال نظام تحكم يستخدم التغذية الراجعة
السالبة فعند ارتفاع درجة حرارة الجسم فإن الأوامر تصدر من الدماغ إلى توسع
هذه الشعيرات لتمر من خلالها كميات كبيرة من الدم الحار والذي سيبرد نتيجة
لإشعاع جزء من حرارته من أسطح هذه الشعيرات ومنها إلى سطح الجلد. أما عند
انخفاض درجة حرارة الجسم فإن الأوامر تصدر من الدماغ إلى تضيق هذه الشعيرات
وتقل كمية الدم المار من خلالها فتقل بالتالي كمية الحرارة المشعة من سطح
الجلد.
إن
أبسط المستقبلات الحسية هي مستقبلات الألم (pain) وهي عبارة عن نهايات
عصبية حرة ومعراه (free nerve ending) موجودة في طبقة البشرة قريبا من سطح
الجلد وتستجيب لأي تخريب أو ضرر قد يحصل في الجلد ويقدر عددها في الجلد
وبقية أجزاء الجسم بثلاثة ملايين نهاية عصبية. وأما مستقبلات الحرارة فتسمى
حويصلات رافيني (corpuscules of Ruffini) وهي عبارة عن شبكة من النهايات
العصبية في داخل حويصلة مغزلية الشكل بطول ملليمتر واحد وتقع في منتصف
الأدمة ويبلغ عددها ستة عشر ألف مستقبل موزعة على جميع أنحاء الجسم مع
زيادة في التركيز في رؤوس الأصابع والأنف والشفاه والجبهة وتوجد أعلى كثافة
لها في رؤوس أصابع اليد حيث تبلغ 75 مستقبل في السنتيمتر المربع الواحد.
وتستجيب هذه المستقبلات للزيادة في درجة الحرارة وليس لقيمتها المطلقة
وتبلغ أعلى استجابة لها عند 40 درجة مئوية. وأما مستقبلات البرودة أو فقدان
الحرارة فتسمى كريات كراوس (Bulbs of Krause) وهي أيضا عبارة عن لفيفة من
النهايات العصبية المعراه موجودة داخل غشاء كروي وتقع على عمق 0.5 ملليمتر
من سطح الجلد ويبلغ عددها مائة وخمسين ألفا موزعة على جميع أنحاء الجسم مع
زيادة في التركيز في رؤوس الأصابع والأنف. وتستجيب هذه المستقبلات للنقصان
في درجة الحرارة وليس لقيمتها المطلقة وتبلغ أعلى استجابة لها عند 20 درجة
مئوية. أما
حويصلات ميسنر فهي أكثر تعقيدا في تركيبها من أقراص ميركل وتقع أسفل منها
في طبقة الأدمة وتستجيب للضغط الخفيف وللاهتزازات ذات الترددات المنخفضة
التي تقل عن 50 هيرتز وتوجد أعلى كثافة لها في رؤوس أصابع اليد حيث تبلغ
1500 مستقبل في السنتيمتر المربع الواحد. أما مستقبلات حركة الشعر (Hair
Follicle Receptors) فهي عبارة عن نهايات عصبية ملفوفة حول جذر الشعرة وتحس
بأدنى تحرك للشعرة من أي مؤثر خارجي ويقدر عددها بعدة ملايين أي بعدد شعر
الجسم. أما مستقبلات الضغط القوي والاهتزازات فتسمى حويصلات باسينيان
(Pacinian corpuscles) وهي أبعد المستقبلات عن سطح الجلد في أسفل الأدمة
وأكبرها حجما وأكثرها تعقيدا في التركيب ويقدر عددها بثلاثين ألف مستقبل
وتوجد أعلى كثافة لها في رؤوس أصابع اليد حيث تبلغ 75 مستقبل في السنتيمتر
المربع الواحد. ويشبه تركيب هذه المستقبلات تركيب البصلة فهي مكونة من
طبقات كثيرة قد يصل عددها إلى العشرين طبقة يملأ بينها مادة سائلة وتوجد
الألياف العصبية في لب هذا المستقبل. وتستجيب هذه المستقبلات لأي ضغط أو شد
يقع على الجلد وخاصة الضغط القوي وكذلك تستجيب للاهتزازات الميكانيكية ذات
الترددات العالية والتي تصل إلى 300 هيرتز. إن
حساسية هذه المستقبلات لا يضاهيها حساسية أي حساس صنعه البشر فالإنسان
يستطيع أن يحس بحشرة قد لا ترى بالعين المجردة عندما تحط على يده بل إنها
من شدة حساسيتها يمكنه أن يحس بالأشياء التي تلامس ملابسه فينتقل هذا اللمس
الخفيف للملابس ومن ثم للجلد ومن ثم للحساسات المزروعة فيه. لقد أشار
القرآن الكريم إلى حقيقة أن الجلد هو جهاز الإحساس الرئيسي في جسم الإنسان
فقال عز من قائل "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)" النساء. | ||||||||||||||||
|
مجموع المقالات: 0 | |