الرئيسية » 2011 » فبراير » 8 » ثـــلاث درر نفيسة ~ فـهـل من مشتري لها ؟
1:06 AM
ثـــلاث درر نفيسة ~ فـهـل من مشتري لها ؟
  اللهم صلِّ على محمد ماتعاقب الليل والنهار وصلِّ  على محمد ماذكره الذاكرون الأبرار وصلِّ على محمد عدد مكاييل البحار

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***
قال الله تعالى:ـ


{ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم
سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم }




هذه ثلاث فوائد عظيمة



الفائدة الأولى:

{ يجعل لكم فرقانا }
أي: يجعل لكم ما تفرقون به بين الحق والباطل
وبين الضار والنافع وهذا يدخل فيه العلم
بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لا يفتحها لغيره
فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى وزيادة العلم
وزيادة الحفظ ولهذا يذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي ...فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال اعلم بأن العلم نور ...ونور الله لا يؤتاه عاصي



ولاشك أن الإنسان كلما ازداد علما ازداد معرفة
وفرقانا بين الحق والباطل والضار والنافع
وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم
لأن التقوى سبب لقوة الفهم وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم
فإنك ترى الرجلين يحفظان آية من كتاب الله
يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام
ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب
ما آتاه الله من الفهم فالتقوى سبب لزيادة الفهم
ويدخل في ذلك أيضا الفراسة
أن الله يعطي المتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس
فبمجرد أن يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق
أو بر أو فاجر حتى أنه ربما يحكم على الشخص
وهو لم يعاشره ولم يعرف عنه شيئا
بسبب ما أعطاه الله من الفراسة ويدخل في ذلك أيضا:
ما يحصل للمتقين من الكرامات التي لا تحصل لغيرهم
ومن ذلك مما حصل لكثير من الصحابة
والتابعين رضي الله عنهم
فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ذات يوم يخطب على المنبر في المدينة
فسمعوه يقول في أثناء الخطبة:
يا سارية الجبل يا سارية الجبل
فتعجبوا من يخاطب وكيف يقول هذا الكلام
في أثناء الخطبة فإذا الله سبحانه وتعالى
قد كشف له عن سرية في العراق
كان قائدها سارية بن زنيم وكان العدو قد حصرهم
فكشف الله لعمر عن هذه السرية كأنما يشاهدها رأى عين
فقال لقائدها يا سارية الجبل أي تحصن بالجبل
فسمعه سارية وهو القائد وهو في العراق ثم اعتصم بالجبل
هذه من التقوى لأن كرامات الأولياء كلها جزاء
لهم على تقواهم لله عز وجل فالمهم أن من آثار التقوى
أن الله يجعل للمتقين فرقانا يفرق به بين أشياء كثيرة لا تحصل إلا للمتقي.


الفائدة الثانية:

أن الإنسان إذا اتقى الله سهل له
الأعمال الصالحة التي يكفر الله بها عنه.


الفائدة الثالثة:

{ ويغفر لكم }
بأن ييسركم للاستغفار والتوبة فإن هذا من نعمة الله على العبد
أن ييسره للاستغفار والتوبة ومن البلاء
للعبد أن يظن أن ما كان عليه من الذنوب
ليس بذنب فيصر عليه والعياذ بالله فكثير من الناس
لا يقلع عن الذنب لأنه زين له والعياذ بالله
فألفه وصعب عليه أن ينتشل نفسه لكن إذا كان
متقيا لله عز وجل سهل الله له الإقلاع عن الذنوب
حتى يغفر له وربما يغفر الله له
بسبب تقواه فتكون تقواه مكفرة لسيئاته.


مشاهده: 318 | أضاف: الاستاذ-فوزي-الاسدي | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]