الرئيسية » 2010 » ديسمبر » 8 » ‏هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلةالأدب))
9:48 PM
‏هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلةالأدب))
             

                    
                                                                         
                                                  
                                                                                                                                       



,’,
دمتم بخير



((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلةالأدب))
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها

وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك التحية،

وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلةويدفع ثمنها

ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك بينالشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه،

وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم،إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا:

لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟

فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية،


فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟



 


فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟



 


فقال صاحبنا: لا



 


قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لايردها؟



 



فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟


فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب،
وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية،


فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟

قال: نعم،



 


قالصاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طولتأمل:
ولكنه قليل الأدب وعليه أن يردالتحية،


فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب،؟


ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن ما يجب أ ن نؤمن به أن خيوطنا يجب
أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا، ولو صرت مثله لاألقي التحية على
من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو
الأقوى وهو المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك
الخاطئ، ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه
أكون قدحافظت على ما أؤمن به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن
الخلق،

ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار
فإن ألقيناعلى السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها
اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل
منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو
لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلمونناما نكرهه فيهم
وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين
في حلبةالصراع اليومي بين الصواب والخطأ،



 



ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال حين سأله:
يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا إني أطمع أن
يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون.



 


لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ
مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر
ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذهالمساحة الواسعة من التسامح التي تملكها نفسه،
وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أوجاهلا،


ويبقى السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب

هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم نعلمهم الأدب؟؟؟؟
مشاهده: 435 | أضاف: الاستاذ-فوزي-الاسدي | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]