الرئيسية » مقالات » مقالاتي

أسلوب الإمام في التربية

أسلوب الإمام في التربية


كان الحسين وهو من ذرية الإمام الصادق عليه السلام يسكن قم وكان يعاقر الخمرة ، فانطلق يوماً إلى منزل احمد بن إسحاق الأشعري وهو وكيل الإمام الحسن عليه السلام فلم يأذن له ولم يستقبله لما يعرفه من أخلاقه فعاد الحسين إلى بيته وهو يشعر بالحزن على هذه الإهانة

وصادف أن توجّه احمد بن إسحاق إلى الحج ، فلما مرّ بالمدينة وأراد أن يتشرف بلقاء الإمام الحسن عليه السلام ، طلب الإذن بالدخول فلم يؤذن له فشعر بالحزن وظلّ مرابطاً في الباب حتى أذن له الإمام

سأل أحمد بن إسحاق الإمام عن سبب ذلك ، فقال له الإمام لقد عاملتك بمثل ما عاملت ابن عمي ، وحجبتك كما حجبته فقال احمد بن إسحاق يا سيدي إنه يشرب الخمر وقد حجبته لذلك فأردت أن ينتبه ويتوب

فقال الإمام

إن أردت له الهداية فقد أخطأت الطريق وعاد احمد إلى قم ، وجاء الناس يهنّئونه ويباركون له حجه بيت الله فلما دخل "أبو الحسن" هبّ احمد لاستقباله وعانقه ، وأجلسه إلى جانبه فتعجب أبو الحسن من ذلك وسأله عن السبب عن صدّه بالأمس واستقباله الحارّ اليوم ، فحكى احمد ما جرى له مع الإمام فأطرق أبو الحسن برأسه حياء وعزم على التوبة ، وعاد إلى بيته ، فحطّم آنية الخمر ولازم المسجد

حكايتان

كان الإمام في السجن ، وكان المشرف على السجن صالح بن وصيف ، فأمره العباسيون بالتضييق على الإمام ، فقال : ماذا اصنع وقد وكّلت به رجلين من شرّ خلق الله ، فصارا من العبادة و الصلاة إلى أمر عظيم ثم أمر بإحضار الحارسين ، وقال لهما : ما شأنكما في أمر هذا الرجل ؟

فقالا له ما نقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كلّه ، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة

كان الأتراك يسيطرون على السلطة ويتلاعبون في الخلافة . . يقتلون من يشاءون وينصبون من يريدون . وعندما تولى المعتمدُ الخلافة كان متشائماً لأنه لا يدري كم سيحكم ثلاثة اشهر أو أكثر . وكان يعرف منزلة الإمام عند الله ، فطلب منه أن يدعو له بطول العمر فدعا له الإمام فبقي في الخلافة أكثر من عشرين سنة

فيلسوف العراق

كان إسحاق الكندي فيلسوف العراق في زمانه ، وكان قد بدأ بتأليف كتاب حول تناقض القرآن . ودخل أحد تلاميذ الكندي على الإمام الحسن عليه السلام فقال الإمام أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟

فقال التلميذ

أنا لا أستطيع الاعتراض عليه

فقال الإمام

قل له حضرتني مسألة أسألك عنها : إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن ، هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم به منه غير المعاني التي قد ظننتها ؟ فإنه سيقول

إنه من الجائز ، لأنه رجل يفهم إذا سمع ، فإذا أوجب ذلك فقل له فما يدريك لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فتكون واضعاً لغير معانيه

سأل التلميذ أستاذه الكندي بذلك ، فقال الكندي أعد السؤال ، فأعاده إليه . فأطرق الفيلسوف مفكراً ، ورأى أن ذلك محتمل في اللغة وسائغ في النظر ، فأنهارت بذلك الفكرة التي نهضت عليها نظريته ، وقام فأحرق الكتاب

رسالة إلى أحد أصحابه

كتب الإمام رسائل عديدة إلى أصحابه يعظهم فيها ، ومنها هذه الرسالة التي بعثها إلى علي بن الحسين بن بابويه القمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين والجنة للموَّحدين ، ولا عدوان إلاّ على الظالمين ، ولا إله إلاّ الله أحسن الخالقين والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين عليك بالصبر وانتظار الفرج ، فإن النبي صلى الله عليه وآله قال أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ، ولا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله

يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً

فأصبر يا شيخي يا أبا الحسن فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته وصلّى الله على محمد وآله

استشهاد الإمام

كان عمر الإمام الحسن عليه السلام 4 سنوات عندما استدعي والده الإمام الهادي إلى سامرّاء ، وقد خضع لمراقبة الحكام منذ ذلك التاريخ ، فتعرض لمضايقات الخلفاء ، وأُودع السجن عدة مرّات إلى أن استشهد مسموماً في 8 ربيع الأول سنة 260 هجرية

ودفن إلى جانب والده حيث مرقده الآن في مدينة سامرّاء

لقد خضع الإمام لمراقبة السلطات لأن كل الروايات الواردة عن النبي كانت تؤكد على أن المهدي هو الإمام الثاني عشر وهو من ولد الإمام الحسن العسكري ، لذلك كانت السلطات تخشى ظهور الإمام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً . ولكن الإمام الحسن عليه السلام نجح في إخفاء الوليد المبارك رغم صعوبة الظروف . وقد حاول "جعفر الكذاب" وهو أخو الإمام انتهاز الفرصة للإعلان عن إمامته ، وكان الحكام يشجّعونه على ذلك ، ولكن الله أحبط مساعيه عندما ظهر الإمام المهدي وهو صبي فجأة وصلّى على جثمان والده ، ورآه الكثير من الناس فآمنوا بإمامته وأنه هو المهدي المنتظر


نسألكم الدعاء


توقيعي


قم وانع من هو بالطفوف قتيل .. وانثر دموعك فالمصاب جليل
واعلن حدادك وارتدِ ثوب الأسى .. فالحزن في ليل الحسينِ طويلِ

عظم الله أجوركم ~
الفئة: مقالاتي | أضاف: الاستاذ-فوزي-الاسدي (2011-02-12)
مشاهده: 391 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
ارشيف سجلات المدون
فيويو سماحة العميد
Block content
المشاركه معنا