الرئيسية » 2011 » فبراير » 7 » ويشف صدور قوم مؤمنين ... بقلم د. محسن العواجي
2:34 PM
ويشف صدور قوم مؤمنين ... بقلم د. محسن العواجي

ويشف صدور قوم مؤمنين ...

 

بقلم د. محسن العواجي

لا إله الله الكريم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم .....

 

 

هذا يوم من أيام الله أعز الله فيه من يشاء وأذل الله فيه من يشاء لا ينبغي فيه الخوف من غير الله  ويجب مصارحة الظلمة من الحكام المستبدين بالسلطة والمال والكرامة والجاه دون شعوبهم، نقول لهم: شعوبكم تتنفس الصعداء الآن فلا تضيقوا ذرعاً بفرحهم ببوادر الفرج التي تلوح بالأفق؛ فالشعوب المغلوبة على أمرها  لا تستطيع كبت فرحها مجاملة لكم فهي تمارس حقها الطبيعي والفطري تفرح أصالة عن نفسها ونيابة عن آبائهم وأجدادهم الذين أفنوا حياتهم ينتظرون مثل هذه الأعياد الشعبية المباركة وتخطفهم الموت الذي كاد أن يتخطف الأبناء والأحفاد ولما يقر الله عيونهم بما نراه ويثلج صدورهم بما نعايشه الآن  من شروق لنجوم الشعوب وانكفاء للحكام ولم يكن لدينا أمل أن نرى ما نراه في حياتنا بالدراسة والاستقراء ولكنه  وعد الله  الحق وأمر الله النافذ وقدر الله  المقدور بالتمكين والله  غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

كم من الآيات صرفها الله في القران محذرة من عواقب الظلم وكم من الأحاديث الصحيحة  التي طالما اتهم  الحاكم الناصح الأمين  المذكر بها بأنه مثير للفتة والشغب ويحرض الناس ويخوض فيما لا يعنيه والآن حصحص الحق، كل نفس بما كسبت رهينة،  السبب هو كلمة واحدة فقط إنه (الظلم) وكفى! فلو استجبتم أيها الظالمون لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرماً حين قال(فلا تظالموا) لما حلت بكم هذه الغاشية من عذاب الله، وعلى الحكام الذين أمهلهم الله ولم يهملهم أن يبادروا بالتوبة وبرفع المظالم والانحياز للمظلومين وحذار حذار من التعالي والكبرياء الذي أهلك فرعون الماضي وفرعون الحاضر ولا فرعون للمستقبل بحول الله وقوته، انجوا بأنفسكم أيها الحكام من قول الله تعالى (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) وأي حاكم يؤازر ظالماً فهو ظالم مثله  و داخل في قوله تعالى (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ  وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ).

 

 

أيها الظلمة من الحكام الأيام دول  ذوقوا بعضا مما تعاملون به شعوبكم و الدنيا  دوائر والتاريخ دورات والأمر من قبل ومن بعد بيد رب الأرض والسماوات، إننا بحق اليوم مسرورون لسرور إخواننا في تونس ومصر؛ لا حباً في الفتن  العرضية بل هروباً من الفتن الأزلية الجاثمة على صدور الأجيال باسم درء الفتنة  فليست الفتنة في قول الحق والمطالبة بالحق وتمكين الحق بل الفتنة في الفساد الأكبر الذي حكم به أحكم الحاكمين بقوله (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ج إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ).

إننا ندرك أن الكثير من الحكام لن يشاركوا الشعوب فرحها، لكن على أقل تقدير  عليهم أن يتحملوا فرح المحرومين ولم لا نفرح  معهم؟ بل سنفرح  وسنشكر الله أن أرانا في الظالمين عجائب قدرته، لأننا نؤمن بالله الذي  يقول (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ) هذا الذي يدور في تونس ومصر، فيه شفاء للصدور المكلومة والمقهورة (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ) ولن نقف عند حد السرور والفرح بل سنشمت أيضاً بالظالم إذا هلك لأن النبي صلى الله عليه  وسلم لما جيء له برأس أبي جهل في بدر قال: آلله الذي لا إله إلا هو (هذا فرعون هذه الأمة) و سنسخر من دحرجة الأنظمة الطاغية إلى هاوية التاريخ غير مأسوف عليها لأن الله قال على لسان نوح عليه السلام (إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ)

 

 

وسندعو لإخواننا بالنصر والتمكين لأنهم إخواننا،  ونصرهم نصرٌ لنا وسندعو على الظالمين سراً وعلانيةً و في الركوع والسجود ولو همساً دعاء السميع العليم وكفى به وهذا هو العدل والحق، فلم يكن موسى عليه السلام متجاوزاً  ولا معتديا ولا مثير فتنة حين قال (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ   رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ *قالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) بل المجرم فرعون الذي يقول (ذروني اقتل موسى وليدع ربه) هذا رأينا في هذه الأحداث فمن لم يتفق معنا فليعتبرها وجهة نظر وحرية تعبير.

 

 

إنها صرخة من فم كل مواطن مظلوم: أفيقوا أيها الحكام  وكونوا على مستوى تطلعات المرحلة أو ارحلوا ، فإن أجيال الانترنت والفيس بوك والتويتر لا يمكن أن تواجه بالجمال والبغال والحمير كما فعل فرعون هذا الزمان، لقد حصحص الحق وتغيرت قواميس الخطاب وتبدلت المداخل والمخارج  والوسائل والتحالفات ولا سبيل للظالمين على المظلومين من الشعوب لما ينتصرون لأنفسهم لأن الله  فوضهم بذلك وسيحميهم (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ) إنما السبيل على الظلمة  هذا قول الله تعالى(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ج أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أما من يحكم بين الناس بالعدل ويرأف بشعبه يحبه شعبه ويحبونه فإننا قطعاً سنحبه  لعدله كما يحبونه وهو ليس مقصوداً بهذا الخطاب وعليه ألا تأخذه العزة بالإثم  فينصر الظالم على المظلوم فيفسد ما  في قلوب الناس له من محبة  فكما نطالب الحكام بالعدل فإننا أيضاً ننظر إليهم بعدل ليس الفرق بين الخليفة الراشدي والأموي فحسب بل الفرق أيضا بين فرعون والنجاشي فكيف بالفروق بين المسلمين فيما بينهم.

 

 

يا أيها الظلمة من الحكام اتعظوا بما يحدث  وتذكروا أن الله بدأ بالأشد قوة وأكثر جمعاً ليكون لمن خلفه آية لكن (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ   لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) هذا الذي يجري ليس من صنع الأحزاب والجماعات التي تحاربونها ليل نهار، فلا داعي للاستنفار المخابراتي والتوجس  والاستدعاءات الليلية والتعهدات والتحذير المسبق ، لقد تجاوز الزمن تلك الإجراءات  ومن كان يقوم بها وأصبح اليوم من حسن حظ الحاكم أن يجد من شعبه من لا يزال يصدقه بنصيحة تنجيه من عذاب أليم ولم يفقد فيه الأمل كغيره. هذا الذي يجري هو طوفان التغيير الرباني؛  هو التمكين والأمن الحقيقي الذي حكم به الملك الجبار الواحد القهار
مشاهده: 491 | أضاف: الاستاذ-فوزي-الاسدي | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]